الصورة من موقع:(http://villebois.com/5-tips-good-neighbor)
غالباً ما نجد الكثير من الأمثال القديمة التي تشير إلى مدى أهمية الجوار!
نعم هذه واحدة من أهم العوامل التي عليك الاهتمام بمعرفتها عند اختيارك لمكان سكنك،
من هم جيرانك؟؟!!
فذلك سيعطيك فكرة جيدة وواضحة عن نوعية الطاقة الموجودة في هذا المكان.
إذا كان الأشخاص من حولك وجيرانك يحبون القيل والقال ونشر الإشاعات والحديث على الآخرين والشكوى واللوم فتجنبهم تماماً أو قم بتغيير الحديث أو الموضوع
لأنهم يَخلقون حولهم هالة من الطاقة السلبية والمرض
ستشعر بذلك في حديثهم وقد تصاب بألم في رأسك وتشعر بالضعف في جسدك
وقد ترغب بحصول معجزة تجعل هذا الشخص يرحل من أمامك!
وإذا كنت أنت ممن يحبون الحديث بشؤون الآخرين
فتوقف الآن
لأن كل شيء تبعثه للكون سيعود إليك أضعافاً مضاعفة،
كل ما تعطيه وتشارك فيه يعود إليك أضعافاً مضاعفة ولو بعد حين
تماماً كما في الطبيعة الحبة تُنبِت مئة سنبلة....
نحن نحصد ما نزرعه
قابل الجيران الودودين الصادقين من حولك فهم يخلقون هالةً من الجمال والوفرة من حولهم
أولئك الذين تشعر بالراحة والسعادة والثقة عند حضورهم وتعلم منهم.
وإذا كنت ترغب في الانتقال والعيش في بيئة مختلفة عليك أن تكون واعياً في اختيارك ل (من هم!) الأشخاص الذين تريد العيش بينهم أو للأشخاص الذين تعيش بينهم، حاول بصدق أن تلاحظ من هم الأشخاص من حولك دون إطلاق الأحكام بقسوة.
من منظور علم طاقة المكان:
في الكون هناك شيء يدعى بقانون الجذب أي كما نقول بالعربية: (الطيور على أشكالها تقع!)
فطاقة الأرض موجودة أصلاً قبل أن ينتقل ويعيش فيها أحد فلاحظ من جذبت تلك الأرض إليها!
راقب كيف تختلف طبائع الناس من بلد إلى بلد وأيضا في نفس البلد وأحيانا في نفس المدينة والقرية وحتى البناء!
لقد انتقلت منذ فترة للعيش في جنوب ألمانيا لم يكن هذا القرار سهلاً بالطبع فأنا لم أفكر يوماً
أن أعيش في بلدٍ أوروبي يمتلك لغة مختلفة وطبيعة مختلفة ومجتمع مختلف
ولم أشعر بالحاجة لذلك.. في البداية ترددت قليلاً
لكن في النهاية لم أفكر جداً بالأمر فقد تعلمت أن الحياة يجب ألا تبنى على الخوف والتردد
وطالما أن هناك شيئاً ما بداخلي يدفعني نحو هذا البلد والمكان
والأحداث تسير بي بسلاسة في هذا الاتجاه
وخاصة بعد لقائي بعدد من الأصدقاء من ألمانيا في رحلتي إلى الهند
والذين رأيت فيهم البساطة واللطف والطيبة والفرح والصدق قبل أن ترد لي فكرة الانتقال إلى ألمانيا
فلا بد من أنه المكان الذي يجب أن أكون فيه
والأفراد الذين يجب أن أكون بينهم.
والمفاجأة بدأت عندما نظرت من نافذة الطائرة عند وصول الطائرة للأراضي الألمانية ومشاهدتي لتلك المساحات الواسعة من الغابات والطبيعة وكل هذا الجمال الذي يعكس نفوس أهلها
إن من يعمل معي يعلم مدى حبي للطبيعة واهتمامي بقضاء فترات في الجبال والغابات وقرب البحر
_نعم..ذلك أمر يعتبر من أولوياتي في الحياة_
أياً كان ما أفعله ومهما كنت مشغولة لا يجب أن أبتعد لفترة طويلة عن الطبيعة والأرض وأفقد اتصالي بها..
وذلك سبب لي بعض الصعوبات في العمل والالتزام بدقة بمواعيدي بسبب سكني ضمن المدينة! فقد كنت اضطر لإلغاء بعض الأشياء وتغيير مواعيدي لتتناسب مع مواعيدي مع الطبيعة :)!
وقد تمنيت الفترة الماضية أن أعيش في مكان أقرب للطبيعة يتيح لي الاستمرار بالقيام بعملي بسهولة (دون الحاجة لترك التقنيات الالكترونية وتغيير مواعيدي) والذهاب إلى الطبيعة ببساطة في أي وقت أرغب فيه بذلك
لأتمكن من الاهتمام أكثر بموقعي ومشاركة عملي في فترات الاستقرار وعدم السفر كثيراً
ومن هنا بدأت فكرة الانتقال وبدأت بإعداد قائمة مفتوحة للأماكن التي توفر لي ذلك لكن بالطبع لم أفكر بالانتقال إلى ألمانيا.
وحقاً فوجِئت بما وجدته هنا فهو أجمل مما تمنيت يوماً.. وكأن كل شيء في هذا المكان قد صُمم لأجلي ولمساعدتي فالقدوم لمكان كزيارة يختلف عن القدوم لمكان للحياة والاستقرار.
والبيت الذي أعيش فيه حالياً يقع بقرب الغابة في بلدة فريدة
تحتوي على عدد كبير من المعاهد والمدارس التي تختص بالرعاية والأعمال الاجتماعية وجامعة أيضاً
وغيرها من العوامل التي تجعل منها طاقياً مكاناً للنمو والتطور والتواصل وتعلم كيفية مساعدة الآخرين وتقديم الدعم وتلقيه أيضاً.
إني أشعر بالامتنان للحياة.
فالحياة تمنحنا ما نحن بحاجةٍ إليه حقاً وليس ما نرغب به.
أما تلك التحديات كاللغة وغيرها تصبح صغيرة وبسيطة وتحتاج فقط لبعض الوقت والمثابرة.
إن للكون حكمة إلهية لا متناهية تتجاوز فكرنا و توقعاتنا وشخصياتنا وحتى أحلامنا.
عندما تثق حقاً بالحياة وتسمح لها بالاعتناء بك وتعليمك كيف تستسلم لها فستقودك دوما ً إلى المكان المناسب في الوقت المناسب.
لذا انظر من حولك: هل الناس هنا هم أشخاص عصبيين، عاطفيين، عاطلين عن العمل! هل لديهم مشاكل مع القانون! عنيفين! وقحين! غير متوازنين! هل هم بسيطون، طيبون، حالتهم المادية جيدة! لاحظ ذلك وعندها ستعلم ما هو نمط الطاقة المحيطة بك في تلك الأرض..
هذا لا يعني بأنك أنت شخص سيء أو جيد أو بأن حياتك ستكون مهددة ومتأثرة دوماً بحسب المحيط من حولك.. لكن حين تبدأ بعملية التقييم لطاقة المكان من خلال هذا العلم فمن شأن ذلك أن يخدمك ويساعدك عبر تنبيهك للطاقة المحيطة بك كي تكون واعياً لها وتعمل على تقوية طاقتك وتحصين منزلك عبر رفع طاقة الحياة في بيتك...
فإن لم تتحقق من تلك العوامل ستجد تلك الطاقة طريقها إلى بيتك وبالتالي إليك وإلى حياتك وتُرهقك.
نعم، أدرك بأنه في هذه الأيام تسهم أحوالنا المالية ولو جزئياً بتحديد مكان إقامتنا،وقد تكون ظننت بأني قد تحدثت عن"نوعية الأشخاص المحيطين بك" لأشير بذلك إلى الأحياء الفقيرة والسكن العشوائي، إن كنت قد ظننت ذلك فأنت على خطأ. فكل ما قلته سابقاً هو من ضمن الأسئلة الهامة التي أسألها لكل الأفراد من شرائح وطبقات مختلفة في المجتمع حين يأتون لاستشارتي.
فلنكن واعين لأمر ما وهو أن كل مشكلة يعانيها المجتمع من الجهل إلى المعتقدات والدين والتقاليد والعادات...الخ
تتجسد وتوجد في كل طبقة ضمن هذا المجتمع لأن الجهل يبقى جهلاً، والفكر يبقى فكراً، بغض النظر عن مستوى الثقافة وكم المعلومات والمال والتقلبات، والقوالب التي يشغلها الناس، فالوعي وحده من يصنع الفرق!
من يعيش الوعي يعيش حالة الوسط ويرمي الطرفين، فالغني سيقول لنفسه دوماً ليتني كنت فقيراً أعيش حياة بسيطة وسعيدة، والفقير سيقول دوماً ليتني كنت غنياً كنت سأحظى بحياة أفضل وأسعد!
لكن وحده المتأمل من عاش الوحدة وليس العزلة وعرف معنى الفردية والفرادة يعرف معنى الغنى والعرفان، وأهمية هذا الفراغ (التاو) في داخلنا ومن حولنا.
والحل ليس بأن نتحارب مع الظلام بل أن نضيء شمعة.. أن نعيش الحل بدلاً من أن نتحارب مع المشكلة.. وكل هذه العلوم، علوم الحقيقة والجسد والفكر والروح وجدت لتقربنا من أنفسنا وتعرّفنا بحقيقة وجودنا..
ليس المهم الدور الذي تشغله الآن المهم هو صاحب الدور حين يكون حاضراً بتلك الصحوة هنا والآن.
خلال عملي لسنوات تعاملت مع أفراد أثرياء يعيشون في قصور لكني وجدتها تخلو من النور وجدتهم يعانون من نفس المخاوف والمصاعب الزوجية والأمراض والقلق الذي يمتلكه أي إنسان!
بل لقد وجدت أن الخوض بتحدي الكركبة ومشاعر الخزي وإدانة النفس ورؤية الخوف أصعب حين يكون الأفراد اللذين يعانون من مشكلة ما موجودين ضمن نوعية محددة من الجيران أو حلقة اجتماعية معينة تعتقد بأنها الأفضل!
لذا أعد النظر لمن حولك...فتلك هي عائلتك الطاقية حالياً التي ستتأثر بك وبقدومك كما ستؤثر بدورها بك وتصقلك ونحن ننتقل من عائلة إلى عائلة حين ننتقل لمكان جديد لأننا نحتاج لأحداث وتجارب معينة ضمن بيئة معينة تدفعنا في رحلتنا الداخلية وتلك البيئة المحيطة بك التي أنت فيها الآن أو قد انتقلت إليها قد وُجِدت لأن وعيك اختارها لتساعدك في عملية نمو روحك وسموك...
و أحياناً لنموك الاجتماعي لتكون بين الناس لكن ليس بالضرورة من الناس.
فأحياناً نكون كمثل الشجرة في الصحراء لوجودها بهاءٌ مختلف عند ندرة الأشجار.
الطاقة التي تطوف في المكان ستجذب تجارب معينة إلى حياتك ستظهر لاحقاً مع أشخاص وأحداث مختلفة، لذا تقوية طاقتك الداخلية والطاقة المحيطة بك سيساعد في تلطيف الأحداث القادمة وتوجيهها نوعاً ما.
هناك دوماً طابع طاقي معين للجوار.
قد يكون بطالة أو أمراض معينة أو طلاق بنسبة عالية.
لذا تحرى عن تاريخ المكان والجوار وعن الأحداث المهمة التي تكررت أو حدثت في ذلك المكان، كسرقات، نصب أو استغلال أو حوادث سير أو أي أحداث مشابهة.
إذا كنت ترغب بشراء منزل أو شقة ولم تتمكن من استشارة أخبير أو الإحساس بنفسك بالطاقة الموجودة ضمن المكان، فأحضر طفلاً لا يتجاوز عمره الاربع سنوات لزيارة المنزل وراقب ردة فعله عند تجوله في المكان، فإذا شعر بالخوف أو رفض الدخول فالطاقة الموجودة في المكان ليست جيدة
إن تمكنت من الاستفسار عن ذلك قبل أن تنتقل فذلك أمر ممتاز إسأل الجيران الفضوليين اللذين يحبون معرفة كل شيء، واعلم أنه بمجرد رغبتك في معرفة الحقيقة ستجعل طاقة الوعي في الكون تستجيب لك "ادعوني استجيب"...
حتى وإن كنت قد انتقلت على أية حال فقد لا تتأثر على الإطلاق بأي من تلك الأنماط الخارجية للطاقة فوعيك وما أصبحت يقظاً له الآن من معلومات عن المحيط سيمكنك من تعزيز طاقتك الداخلية وبيئتك الداخلية ومنزلك لتعديل وموازنة أي عوامل أو تأثيرات خارجية للطاقة.
تذكر.. الأشياء لا تتغير بل نحن نغيرها...
مع محبتي :)
وسلامي في هذه المقالة إلى جارتنا الجميلة في دمشق..
ساندي